تعتبر بيئة الأعمال السائدة في تغير ديناميكي مستمر، لذلك إذا أردت أن تستثمر أموالك في قطاع أعمال معين، ينبغي عليك القيام بالتحليل المالي لمعرفة الفرص المتاحة ونسبة المخاطرة قبل الاستثمار.
التحليل المالي هو عملية تقييم الشركات والمشاريع والقوائم المالية والعمليات الأخرى المتعلقة بالتمويل لتحديد أدائها ومدى ملاءمتها عادةً ما يتم استخدام التحليل المالي من قبل المحللين الماليين لمعرفة ما إذا كانت الشركة مستقرّة مادياً وقادرة على سداد التزاماتها ولديها ما يكفي من السيولة النقدية لتمويل عملياتها اليومية، وإذا كانت تولد عائداً مربحًا بما يكفي لجذب المستثمرين. ما هو مفهوم التحليل المالي؟
يعتبر التحليل المالي عنصراً هاماً لجميع الأطراف التي تخص الشركة، حيث إذا تم إجراء التحليل المالي داخلياً فيمكن أن يساعد الإدارة العليا على وضع الأهداف والخطط والمستقبلية واتخاذ القرارات اللازمة
أمّا خارجياً فيمكن أن يساعد المستثمرين على اتخاذ أفضل القرارات الاستثمارية المناسبة.
للتحليل المالي أغراض عديدة تتنوع وفقاً للأهداف الموضوعة من قبل الأطراف المختلفة، منها:
توجد عدة أنواع للتحليل المالي وهي مقسمة إلى عدة مجموعات كما يلي: يقوم بهذا النوع من التحليل المالي الموظفين من داخل الشركة، ويستفيد القائمون على هذا التحليل من وفرة البيانات والمعلومات المالية المتاحة لهم، مما يميزهم عن المحللين الخارجيين يهدف التحليل الداخلي إلى تقديم المعلومات اللازمة لمختلف المستويات الإدارية لاتخاذ القرار والقيام بالمهام المسندة لهذه المستويات. يتم إجراء التحليل الخارجي من قبل أطراف وجهات أُخرى خارجية غير تابعة للشركة، ويعتمد المحللون الخارجيون على البيانات والقوائم المالية المنشورة بشكل أساسي على العكس المحللين الداخليين الذين يملكون صلاحية الوصول إلى كافة بيانات الشركة. ويعرف أيضاً بالتحليل الثابت، يقوم التحليل الرأسي بتحليل القوائم المالية خلال مدة معينة ودراسة كامل بنودها والتغيرات التي حدثت عليها. ويعرف بالتحليل الديناميكي أو المتحرك، حيث يقوم بمقارنة البنود الموجودة ضمن القوائم المالية مع البنود المتماثلة لها لعدة فترات سابقة ضمن الشركة ذاتها. يمكن التمييز بين نوعين من التحليل المالي المستند إلى عنصر الزمن: يهتم هذا النوع بشكل أساسي بتحليل سيولة الشركة النقدية على المدى القصير للتأكد من صحتها المالية، وقدرتها على سداد التزاماتها قصيرة الأجل، والأصول المتداولة المتوافرة لدى الشركة. على عكس التحليل المالي قصير الأجل، يدرس هذا النوع الأصول والالتزامات طويلة الأجل الخاصة بالشركة، وقدرتها على تحقيق الأرباح، والحصول على الجدارة الائتمانية عن طريق تسديد قيمة القروض وفوائدها في الموعد المستحق، وتعظيم قيمة أسهم الشركة في السوق. أنواع التحليل المالي
1. من حيث الجهة القائمة بالتحليل:
3. وفقاً لعامل الثبات أو الحركة:
4. من حيث المدة الزمنية:
يتم استخدام العديد من الأساليب والتقنيات بشكل شائع بين المحللين الماليين كجزء من تحليل البيانات المالية للشركة، وأبرز هذه الأساليب هي: التحليل الأفقي، والتحليل الرأسي، والتحليل بالنسب. يستخدم التحليل الأفقي في التحليل والمقارنة بين البيانات التاريخية للشركة على مدار عدة فترات محاسبية للتعرف على التغيرات الحاصلة في بنود القوائم المالية، حيث يتم اختيار سنة واحدة كأساس للمقارنة غالباً ما تكون السنة الأقدم، ثمَّ يتم مقارنة كل بند ضمن القوائم المالية بالسنوات اللاحقة لسنة الأساس واستخلاص النتائج على شكل نسب مئوية. يتطلب التحليل الرأسي اختيار بند من البنود ضمن القوائم المالي كمرجع لمقارنته بباقي البنود، حيث يتم في هذا النوع من التحليل المالي مقارنة البيانات المالية خلال نفس السنة. هي عبارة عن عدة مؤشرات مالية تستخدم لتقييم سيولة الشركة وكفاءة أنشطتها التشغيلية والربحية من خلال دراسة بياناتها المالية الموجودة ضمن القوائم المالية يستخدم تحليل النسب إلى جانب كل من التحليل العامودي والتحليل الأفقي للحصول على نتائج أوسع وأكثر دقة حول أداء الشركة. يحتوي على خمس مجموعات رئيسية من النسب المالية وهي: يعد تحليل النسب أداة مهمة للمقارنة بين أداء الشركات من نفس الصناعة. تحليل التعادل هو إحدى أدوات التحليل المالي لتحديد النقطة أو الحد الذي يتساوى عنده الإيرادات الكلية للشركة مع تكاليفها الكلية، دون تحقيق أيّ ربح أو خسارة يعتبر تحليل التعادل ذا أهمية كبيرة للشركات لأنه يوفر رؤية حول ما إذا كانت الشركة قادرة على تغطية تكاليفها وتجاوز نقطة التعادل وصولاً لتحقيق الربح. ملاحظة: إنَّ كل أداة من أدوات التحليل المالي على قدر من الأهمية لأن كل أداة على حدة تكشف جانب من نقاط القوة والضعف في الأداء المالي للشركات، وبالتالي عند القيام بالتحليل المالي يجب استخدام جميع الأدوات إلى جانب بعضها للحصول على النتائج المطلوبة من عملية التحليل المالي. أدوات التحليل المالي
التحليل المالي الأفقي
التحليل المالي العامودي أو الرأسي
التحليل بالنسب أو المؤشرات المالية
تحليل التعادل
تعتبر النسب المالية من الأدوات الشائعة التي تستخدم في التحليل المالي، وتكمن أهميتها في تقديم المعلومات اللازمة لمتابعة أداء الشركة ومقارنة الأهداف المحققة بالخطط الموضوعة من قبل إدارة الشركة
تقسم النسب المالية إلى خمس مجموعات رئيسية كالتالي:
تستخدم نسب السيولة لقياس قدرة الشركة على سداد التزاماتها قصيرة الأجل باستخدام أصولها المتداولة وتحديد هامش الأمان الخاص بها، وتقييم مستوى المخاطرة من قبل المستثمرين والمحللين. وتشمل النسب الأساسية الآتية:
نسب الربحية هي الفئة الأكثر شيوعاً من المؤشرات المالية التي تستخدم لقياس مدى قدرة الشركة على تحقيق الأرباح والعوائد وتعظيم أرباح حملة الأسهم من خلال مبيعاتها وعملياتها اليومية، والاستثمار بأصولها، واستخدام مصادر التمويل المختلفة الخاصة بها بكفاءة.
نذكر منها ما يلي:
وتعرف أيضاً بنسب معدلات الدوران أو نسب الكفاءة، تقوم بتقييم مدى كفاءة الشركة في استخدام أصولها والتزاماتها لتوليد المبيعات وتحقيق الأرباح خلال فترة زمنية محددة.
نذكر منها النسب الآتية:
تعرف أيضًا بنسب الرفع المالي، وتساعد على تحديد درجة التوازن المالي بين مصادر التمويل الداخلية للشركة ومصادر التمويل الخارجية واستخدامها في تمويل الأصول والعمليات المختلفة، وتقييم قدرة الشركة على سداد التزاماتها طويلة الأجل بالإضافة إلى الفوائد المترتبة عليها.
وفيما يلي نشير إلى نسب المديونية الأساسية:
نسب السوق هي مقاييس مالية تقيس وتحلل تغير سعر السهم الحالي الخاص بالشركة وتقارن بينه وبين أسعار الأسهم للشركات المختلفة في سوق الأوراق المالية، تقوم هذه النسب بتتبع الأداء المالي للشركات لفهم مكانتها في السوق، تُستخدم من قبل المستثمرين للمقارنة بين خيارات الاستثمار المتاحة ودراسة اتجاهات الأسعار السوقية للأسهم في السوق المالي.
وتتضمن النسب التالية:
تضمن عملية التحليل المالي عدة خطوات أساسية، علماً أن هذه الخطوات قد تختلف أو تزيد تبعاً لنطاق التحليل والهدف منه والموارد المتاحة لدى المحللين والأساليب المتبعة في التحليل، وبشكل عام يمكن تحديد الخطوات المتبعة في التحليل المالي كما يلي: يعد تحديد الأهداف أمراً ضرورياً عند إجراء التحليل المالي لتوجيه كافة الموارد المخصصة للتحليل ضمن نمط معين، لتحديد واستبعاد كافة العناصر الإضافية التي لا تدعم الهدف من القيام بالتحليل، كما تضمن هذه الخطوة استخدام كافة الوسائل والأدوات بكفاءة وفعالية للتحليل للحصول على النتائج المطلوبة. عند إجراء التحليل المالي، يجب تحديد الفترة أو الفترات المالية التي يتضمنها للحصول على نتائج دقيقة ولهدف المقارنة بين هذه الفترات المالية المختلفة لتحديد الأخطاء والمشاكل مما يساعد على وضع أهداف وسياسات جديدة تساهم في تطور العمل. وتهدف هذه الخطوة إلى جمع كافة البيانات والمعلومات المالية من المصادر المختلفة التي سوف تستخدم لإجراء التحليل كالقوائم المالية، والتقارير المختلفة، والحركات المستودعية وغيرها للحصول على نتائج دقيقة يمكن استخدامها لاتخاذ القرارات. حيث يبدأ المحلل المالي باختيار الأدوات والأساليب بعد تحديد الأهداف والنطاق الزمني وجمع البيانات المالية اللازمة. تعد هذه الخطوة من أهم خطوات التحليل المالي، حيث ينبغي معالجة البيانات والمعلومات التي تم جمعها سابقاً من خلال الأساليب والأدوات التي تم تحديدها في الخطوة السابقة، يتطلب التحليل المالي مهارة وخبرة ودقة كبيرة للحصول نتائج دقيقة وتقييم الوضع المالي واتخاذ القرارات الملائمة بعد إجراء التحليل المالي والحصول على النتائج من التحليل، يجب على المحلل تفسير النسب لتقييم الأداء المالي والكفاءة المالية. تهدف المقارنة بين النسب المالية للشركات إلى الحصول على أفكار وحلول جديدة وللتعرف على المركز المالي للشركة بين المنافسين. بناء على النتائج يتم صياغة التوصيات الملاءمة ضمن تقرير يتضمن نتائج التحليل والاستراتيجيات التي يرى المحلل أنها جديرة أن تؤخذ بعين الاعتبار لتحقيق أهداف الشركة. ما هي خطوات التحليل المالي؟
1. تحديد الهدف من التحليل المالي
2. تحديد النطاق الزمني الذي يشمله التحليل
3. جمع البيانات والمعلومات المالية
4. اختيار أسلوب التحليل المالي والأدوات المناسبة
5. إجراء التحليل بالأسلوب والأدوات التي حُدّدَت سابقاً
6. تفسير النتائج
7. إجراء المقارنة بين الشركات من ضمن القطاع ذاته
8. تقديم التوصيات
يعد التحليل المالي عملية مهمة وأساسية لبقاء واستمرار الشركات وتوسع أعمالها، وهناك العديد من المجموعات المختلفة من داخل الشركة وخارجها يمكنها الاستفادة من التحليل المالي لأغراض مختلفة، ومن بينها:
يستخدم المستثمرون والمساهمون التحليل المالي لتقييم حالة استثماراتهم ومدى كفاءة الشركة في تحقيق الأرباح، كما يستخدمها المقرضون لدراسة قدرة الشركة على سداد القروض ورسوم الفائدة ونسبة الخطر المحتملة في حال إعطاء التمويل للشركة.
يعتبر المدراء وأصحاب الأعمال من أكثر الجهات المستفيدة من التحليل المالي، حيث يتيح التحليل المالي لأصحاب السلطة بتتبع الأداء على كافة المستويات ومراقبة أدق التفاصيل وبناء استراتيجيات وخطط تضمن تطوراً وتوسعاً لأعمالهم وشركاتهم.
تقوم كذلك الأمر الجهات الرسمية القانونية بجمع المعلومات المالية الخاصة بالشركات وتحليلها لضمان امتثال تلك الشركات للقوانين واللوائح الضريبية الرسمية.
تساهم عملية التحليل المالي من خلال استخدام الأدوات المالية وتحليل البيانات المالية الداخلية، بجعل كافة الموظفين من جميع الإدارات والمستويات الإدارية يشاركون في العملية الإدارية وعملية صنع القرار.