اكتشف كيف يمكن لمحاسبة المقاولات أن تكون عنصراً حاسماً في نجاح مشاريعك، تتبع تكاليفك، تعظيم أرباحك، تحسين الأداء المالي لمشاريعك، وضمان الربحية من خلال هذا المقال.
محاسبة المقاولات هي فرع من فروع المحاسبة الذي يختص بشكل محدد بالاحتياجات المالية والتشغيلية الفريدة لصناعات البناء والتشييد، تتناول محاسبة المقاولات التحديات المميزة التي تطرحها مشاريع البناء مثل:
حيث يتم تحديد كافة المراحل المتعلقة بالمشروع، من مرحلة التخطيط ووضع العقد وحتى مرحلة التسليم النهائي للمشروع.
بعض النقاط الهامة حول محاسبة المقاولات:
• تحدد طرق معينة مثل طريقة نسبة الإنجاز وطريقة العقد المكتمل ومتى يتم الاعتراف بالإيرادات والمصروفات في محاسبة المقاولات.
• تشمل محاسبة المقاولات تسجيل التكاليف المختلفة المتعلقة بالمشاريع مثل تكلفة المواد والعمالة والمعدات والأجور والاشتراك في المناقصة
• تعد البيانات المالية المتخصصة، مثل جدول العمل قيد التنفيذ وتقرير البناء قيد التنفيذ، ضرورية لتتبع الشؤون المالية الجارية الخاصة بالمشروع.
• يعد استخدام برامج المحاسبة الحديثة، إلى جانب التدريب المهني المتسق، أمراً ضرورياً للحفاظ على الدقة والكفاءة في محاسبة البناء.
• على عكس المحاسبة التقليدية التي تركز على المعاملات التجارية، تدور محاسبة المقاولات حول المشاريع الفردية، مما يضمن أن كل منها قابل للاستمرار من الناحية المالية ويتم مراقبته عن كثب من بداية المشروع وحتى نهايته.
1. الرقابة المالية والإدارة: تعد الحاجة إلى الرقابة المالية والإدارة أحد الأسباب الرئيسية لمحاسبة المقاولات، بسبب ضخامة المشاريع وتعقيداتها، مما يتطلب وجود رقابة تسمح لأصحاب المصلحة بمراقبة وإدارة الموارد المختلفة كالعمالة والمواد والمعدات والموارد الأخرى بكفاءة.
2. تقدير التكلفة والميزانية: يعتبر التقدير الدقيق للتكلفة أحد أهم العوامل في مشاريع البناء الناجحة، تعد محاسبة المقاولات عنصراً ضرورياً في تقدير التكلفة وإعداد الميزانية من خلال توفير البيانات التاريخية وتحليل التكلفة وتتبع النفقات بدقة.
بدون تقديرات دقيقة، يمكن أن تخرج المشاريع بسرعة عن نطاق السيطرة، مما يؤدي إلى تجاوز الميزانية والتأخر في تسليم المشروع.
3. إدارة التدفقات النقدية: تستمد إدارة التدفقات النقدية أهميتها في محاسبة التكاليف نظراً لطول الفترات الممتدة ومتطلبات التمويل الدورية لإتمام المشاريع، غالباً ما تحتاج شركات البناء إلى موازنة التدفقات النقدية الداخلة من مدفوعات المشروع مع التدفقات النقدية الخارجة للعمالة والمواد والمعدات.
4. الامتثال وإعداد التقارير: تشمل محاسبة المقاولات الصحيحة تسجيل جميع المعاملات المالية بدقة وأن المشروع يتوافق مع المعايير المحاسبية والاتفاقيات التعاقدية، وذلك لأن مشاريع البناء المختلفة تخضع لمختلف القوانين ومتطلبات إعداد التقارير المالية.
تساعد التقارير المالية التفصيلية في تحقيق الشفافية والمساءلة.
وهو ما يمكن أن يكون حاسماً للحفاظ على علاقات إيجابية مع المستثمرين والمقرضين وأصحاب المصلحة الآخرين.
5. إدارة المخاطر: تعتبر مشاريع البناء محفوفة بالمخاطر بطبيعتها، يمكن أن تساعد محاسبة المقاولات في إدارة هذه المخاطر من خلال توفير البيانات المالية التي تسمح لأصحاب المصلحة بتقييم تأثير المخاطر المحتملة على الصحة المالية للمشروع.
6. تخصيص الموارد: يعد التخصيص الفعال للموارد أمراً ضرورياً لتحسين أداء المشروع. تساعد محاسبة المقاولات على تتبع استخدام الموارد، مما يسهل تخصيص العمالة والمعدات والمواد عند الحاجة إليها بشدة. وهذا بدوره يقلل من الهدر ويعزز كفاءة المشروع.
تابع ايضا: المحاسبة الإدارية وأهميتها لنشاطك التجاري
على الرغم من أن محاسبة المقاولات تشترك في نفس المبادئ الأساسية مثل المحاسبة التقليدية، إلا أنها تنطوي على عدد من المفاهيم والتحديات الخاصة بها، بسبب طبيعة العمل في مجال المقاولات التي تجعله يختلف عن أسلوب المحاسبة التقليدية.
1. محاسبة المقاولات مبنية على أساس المشروعات
تركز محاسبة البناء عادة على المشاريع المخصصة، والتي يجب إدارة كل منها بشكل منفصل لتحديد التكاليف والربح بدقة لكل مشروع، قد يكون تقدير عروض الأسعار لتكون تنافسية ومربحة والرقابة عليها أمراً صعباً بسبب التعقيدات الفريدة لكل مشروع.
على سبيل المثال: يمكن أن تختلف تكاليف العمالة والمواد والضرائب بشكل كبير اعتماداً على نوع المبنى وموقعه وغيرها من العوامل الاخرى. علاوة على ذلك، غالباً ما يقوم المقاولون بتوزيع الموارد بين العديد من المشاريع في نفس الوقت، ولكل منها جدول زمني خاص به.
2. تعد عملية الإنتاج لا مركزية ومتنقلة
بالنسبة لشركات المقاولات، تتم عملية الإنتاج بشكل عام في مواقع المشاريع وليس في موقع ثابت واحد، حيث ينتقل العمال والمعدات من موقع إلى آخر، لذلك يجب أن تكون الشركات قادرة على حساب تكاليف الانتقال ونقل المعدات وتركيبها، مما يشكل تحدياً على الشركات عند حساب وتقدير الربح والتكاليف لهذا تجد انها بحاجة دائما الي برنامج محاسبة لشركات المقاولات.
3. عقود مشاريع المقاولات طويلة الأجل وغير منتظمة ومرنة
تميل مشاريع المقاولات الضخمة إلى أن تكون طويلة، وتمتد لفترات محاسبية متعددة أو حتى سنوات، حتى المشاريع الصغيرة يمكن أن تتمدد فترات طويلة بسبب ظروف عديدة مثل نقص المواد الخام، لضمان الدخل الكافي وتوثيق التدفق النقدي، يحتاج المقاولون عادةً إلى إدارة جدول للمدفوعات المتعددة خلال العقد بناءً على العمل المنجز حتى الآن.
4. تقلب التكاليف المباشرة وغير المباشرة
إن التقلب المستمر في التكاليف المباشرة وغير المباشرة يجعل من الصعب تقدير نفقات المشروع، يمكن أن تتغير أسعار العمالة والمواد بشكل كبير على مدى عمر المشروع طويل الأجل وغالباً ما يكون من الصعب التنبؤ بهذه التغييرات.
• المقاولون معرضون بشكل خاص لتغير تكاليف المواد لأنه من الصعب تخزين لوازم البناء بشكل مقدم.
• حتى التكاليف غير المباشرة، مثل النفقات الإدارية والتأمين، يمكن أن تتغير خلال عقد متعدد السنوات.
5. مبيعات محدودة
قد تحصل شركات المقاولات وخاصة تلك التي تتولى مشاريع واسعة النطاق مثل المباني التجارية أو البلدية بعدد قليل فقط من العقود سنويا وبالتالي فإن دليل الحسابات الخاص بالمقاول سيبدو مختلفاً عن الشركة المصنعة أو أعمال البيع بالتجزئة.
6. التنبؤ بالربحية أمر صعب
تعد عملية تحديد الربح في محاسبة المقاولات أمراً صعباً، حيث يحمل كل مشروع تحدياته الفريدة، كما أن التغييرات والنفقات المتقلبة أثناء المشاريع تزيد من تعقيد الصورة، وهذا يؤكد حقيقة أن المحاسبة الدقيقة لجميع التكاليف هي المفتاح لتحديد ما إذا كانت المشاريع تحقق ربحاً أو خسارة.
في محاسبة المقاولات، توجد ثلاثة أنواع من المستخلصات المحاسبية وكل منها قائم على الآخر وهي كما يلي:
• المستخلص التنفيذي: هو مستخلص يتم إنشاءه من قبل القائمين على المشروع بشكل دوري، يمثل مراحل تنفيذ المشروع من قبل شركة المقاولات، كما أنه مستند داخلي لا تتم مشاركته مع الجهات الخارجية، ومن خلاله تتم مراقبة المشروع والمقارنة بين المخطط الذي تم وضعه وعملية التنفيذ على مدى عمر المشروع.
• المستخلص المالي: يعد المستخلص المالي بمثابة فاتورة يتم تقديمها إلى الجهة المسؤولة (مالك المشروع) من قبل شركة المقاولات، يسجل فيه كافة المصروفات ويتم احتساب قيمة المستخلص وفق ما تم تنفيذه من المشروع، ونسبة الإنجاز، مع الأخذ بعين الاعتبار ما تم تنفيذه مسبقاً.
• المستخلص الختامي: يتم كتابة وتقديم المستخلص الختامي من قبل شركة المقاولات عند الانتهاء من المشروع بشكل كامل وتسليمه، يحمل بيانات شاملة عن المشروع منذ بدايته وحتى تاريخ تسليمه والنسبة المنجزة.
تختلف الحسابات الخاصة في محاسبة المقاولات عن الحسابات الموجودة في دفاتر الحسابات التقليدية، علماً أن هذه الحسابات يمكن أن تختلف بحد ذاتها وفق طبيعة المشروع واحتياجاته، ومن هذا المنطلق نذكر أهم أنواع هذه الحسابات:
• حساب تكاليف المشروع
يتم تسجيل كافة التكاليف والمصروفات المتعلقة بالمشروع ضمن هذا الحساب، والذي يضم رواتب وأجور، المواد الخام، التكاليف غير المباشرة، أعمال مقاولي الباطن، التكاليف الإدارية.
• حساب المصروفات
يستخدم هذا الحساب لتسجيل الباقي من المصروفات مثل الإهتلاكات والتأمينات الاجتماعية للعاملين وضريبة المبيعات.
• حساب العملاء
وهو الحساب الخاص بالذمم المدينة لأصحاب المشاريع، حيث يتم ضمن حساب العملاء تسجيل العميل بالإضافة إلى جميع المستحقات المترتبة على صاحب المشروع.
• حساب الدفعات المقدمة
يتم تدوين الدفعات المقدمة من قبل العملاء ضمن هذا الحساب كجزء من قيمة المشروع عند توقيع العقد، وتقدر النسبة المتعارف عليها بـ 10% من قيمة المشروع أو النسبة المتفق عليها في العقد.
• حساب الضمان
يستخدم حساب الضمان لتسجيل الدفعات التي قام العميل بالحجز عليها كضمان لإنجاز المشاريع أو تقديم الخدمات المتفق عليها، والتي تعبر عن مبالغ الضمان لقاء مدة الصيانة المتفق عليها ضمن عقد المشروع.
• حساب مقاولي الباطن
يختص هذا الحساب بتسجيل المعاملات المالية والأعمال الخاصة بمقاولي الباطن، وتحتوي عادةً على اسم المقاول والأعمال المكلف بها والتكاليف.
• حساب المواد
يتم تسجيل كافة المواد التي تم شراؤها لإنجاز المشروع ضمن هذا الحساب.
توجد العديد من القيود التي تخص محاسبة المقاولات، نذكر منها بعض القيود الشائعة:
• قيد العقد: يتم تسجيل قيد العقد وفقاً للأسس والمعايير المحاسبية المتعلقة بمحاسبة العقود والمقاولات، يشمل قيد العقد تحديد الإيرادات والتكاليف المرتبطة بالعقد وتوزيعها على مدة العقد المحددة.
• قيد التحصيل والمدفوعات المقدمة: يتم تسجيل هذه القيود وفق تاريخ الدفعات أو المبالغ المستلمة من قبل القائمين على المشروع أو مقاولي الباطن.
• قيد المصروفات والتكاليف: من المفترض أن يقوم المحاسب بتسجيل المصروفات والتكاليف المتعلقة بكل مشروع على حدة بشكل دقيق، والتأكد من تخصيص هذه المصروفات والتكاليف بتاريخها لكل مشروع.
• قيد الاستبعادات والحسومات: ينبغي تسجيل الاستبعادات والحسومات المطبقة على كل مشروع بشكل فردي ودقيق وفق السياسات المحاسبية المعتمدة في الشركة.
• قيد الضرائب والرسوم: يتم تسجيل كل من الضرائب والرسوم المستحقة وتجميعها للجهات الحكومية وفق القوانين والتشريعات السائدة.
• قيد العملة الأجنبية: في حال كانت المعاملات المالية تشمل عملات أجنبية أخرى، يجب تسجيل هذه العملات وتحويلها إلى العملة المحلية وفق أسعار الصرف المعتمدة.
• قيد الاهتلاك: يتم تسجيل كافة الاهتلاكات المتعلقة بالمواد والمعدات المختلفة المستخدمة في المشروعات بناءً على الاهتلاك الفعلي أو المتوقع ووفق السياسات المحاسبية المعتمدة.
اقرأ ايضا: الرهن العقاري: دليلك الشامل
تُعد المحاسبة التقليدية نظامًا متكاملاً يهدف إلى تسجيل وتصنيف وتلخيص العمليات المالية الخاصة بالمؤسسات والشركات التجارية بشكل دقيق وموثوق. تتميز المحاسبة التقليدية بشموليتها لكافة أنواع الشركات والمؤسسات بغض النظر عن حجمها أو طبيعة أعمالها. تشتمل على إعداد الميزانيات العمومية وحسابات الأرباح والخسائر وتوفير معلومات مالية هامة لأصحاب القرار، مما يساعدهم في التخطيط واتخاذ القرارات الاستراتيجية المناسبة. تعمل المحاسبة التقليدية على متابعة الإيرادات والمصروفات بشكل دوري وتحليل الأداء المالي لضمان استدامة الأعمال وتحقيق الأهداف المرجوة.
في المقابل، تختلف محاسبة المقاولات بشكل كبير عن المحاسبة التقليدية نظرًا لطبيعة قطاع المقاولات الخاصة بها. تركز محاسبة المقاولات على المشاريع الفردية وتكاليفها المختلفة من حيث المواد والعمالة والمعدات. تشتمل محاسبة المقاولات على حساب التكاليف المباشرة وغير المباشرة لكل مشروع على حدة، ومتابعة تقدير التكلفة والإيرادات والربحية الخاصة بكل مشروع. كما تتطلب محاسبة المقاولات إعداد تقارير مفصلة عن تقدم الأعمال وتحليل الفروق بين التكاليف الفعلية والتقديرية لضمان إدارة فعالة للمشاريع وتجنب الخسائر. يعتبر هذا النوع من المحاسبة أساسياً في إدارة المشاريع الضخمة والمعقدة، حيث يساعد في تحديد التكاليف بدقة وتحقيق الربحية المثلى.
الفرق بين المحاسبة التقليدية ومحاسبة المقاولات يكمن أيضاً في طريقة إعداد التقارير المالية وكيفية تحليل البيانات. ففي المحاسبة التقليدية، تكون التقارير المالية شاملة لجميع أنشطة الشركة وتعتمد على الفترات الزمنية مثل التقارير الربع سنوية والسنوية. بينما في محاسبة المقاولات، تكون التقارير مخصصة لكل مشروع على حدة وتركز على الفترة الزمنية للمشروع من بداية التعاقد حتى التسليم النهائي. يتطلب هذا النوع من المحاسبة معرفة دقيقة بتفاصيل المشاريع والعقود والقدرة على التعامل مع التغييرات المستمرة في التكاليف والإيرادات. لذلك، تعتبر محاسبة المقاولات تخصصًا دقيقًا يحتاج إلى مهارات وخبرات متميزة لإدارة المشاريع بكفاءة وضمان تحقيق الأهداف المالية وهذا ما يوفرة برنامج البيان للمحاسبة.
وجه المقارنة | المحاسبة التقليدية | محاسبة المقاولات |
---|---|---|
أسلوب الإنتاج | التركيز المستمر على العمليات التجارية الجارية | على أساس المشاريع، مع التركيز على كل مشروع بشكل فردي |
الموقع | مركزية، مع إجراء المحاسبة بشكل مركزي | خاصة بالموقع، وغالباً ما تتطلب وجود موظفين للمحاسبة في موقع العمل |
البائعين | مجموعة متنوعة من البائعين، مع شروط وأحكام قياسية متنوعة | بائعون متخصصون، غالباً بعقود وشروط دفع محددة |
مبيعات | دورة مبيعات منتظمة مع تدفقات إيرادات متناسقة | على أساس المشروع، ونسبة الإنجاز |
العقود | أبسط، مع الشروط والأحكام القياسية | معقدة، مع بنود محددة وإدارة المطالبات المحتملة |
التدفقات المالية | مستمرة، مع أنماط تدفق نقدي أكثر قابلية للتنبؤ بها | على أساس المشروع، مع تدفق نقدي متفاوت طوال دورة حياة المشروع |
الربحية | الربحية الشاملة للشركة، مع الأخذ في الاعتبار جميع الإيرادات والنفقات | خاصة بالمشروع، مع التركيز على ربحية كل مشروع بشكل فردي، مما يزيد من عملية التنبؤ أكثر صعوبة |